دولي

سوناك يحذر من قرارات اقتصادية صعبة مقبلة لتصحيح أخطاء عهد تراس

حذر رئيس الحكومة البريطاني الجديد ريشي سوناك، من قرارات اقتصادية صعبة ستتخذ، لإصلاح الأخطاء التي ارتكبت في عهد ليز تراس، التي اضطرت للاستقالة بعد عاصفة مالية أثارها برنامجها الاقتصادي. وقال رئيس الحكومة البالغ من العمر 42 عاما، في أول تصريح له أمام بوابة “10 داونينج ستريت” أمس، “سأضع الاستقرار والثقة الاقتصاديين في قلب برنامج هذه الحكومة. وهذا يعني أن هناك قرارات صعبة يجب أن تتخذ”. وأكد أنه سيحاول معالجة الفوضى التي تركتها ليز تراس، التي سبقته في المنصب، واستعادة الثقة بالسياسة البريطانية ومواجهة “أزمة اقتصادية متجذرة”.
ووجه سوناك التحية إلى تراس، التي أحدث برنامجها الاقتصادي اضطرابا في الأسواق، قائلا: إن الأخطاء التي ارتكبتها لم تكن “وليدة نيات سيئة”. كما أشار إلى سلفها، بوريس جونسون، قائلا إن التفويض الذي منحه المحافظون في انتخابات 2019 لرئيس الوزراء الأسبق لم يكن ليتحمله شخص واحد، وإنه سيسترشد بوعوده.
وقال “أريد أن أشيد بمن سبقتني في المنصب ليز تراس.. بعض الأخطاء ارتكبت لم تنبع من نيات سيئة، بل على العكس تماما في الواقع، لكنها أخطاء مع ذلك”.
وقال سوناك، وهو أحد أغنى المشرعين في البرلمان، مناشدا الشعب البريطاني الذي يواجه ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، إنه يقدر تماما مدى صعوبة الأمور بالنسبة لكثيرين.
وأضاف “كل ما يمكنني قوله هو إنني لست خائفا، أعرف المنصب الرفيع الذي قبلته، وآمل أن أفي بمتطلباته، لذلك أقف هنا أمامكم مستعدا لقيادة بلدنا إلى المستقبل لوضع احتياجاتكم فوق السياسة، للتواصل وبناء حكومة تمثل أفضل تقاليد حزبي، معا يمكننا تحقيق أشياء لا تصدق”. وكلف ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، رسميا السياسي المحافظ ريشي سوناك، أمس، بتشكيل الحكومة، بعد قبول استقالة ليز تراس، التي قضت 49 يوما فقط في المنصب.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا” أن تكليف الملك تشارلز لسوناك جاء خلال لقائهما في قصر باكنجهام، بعد مغادرة تراس، صاحبة أقصر مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في تاريخ بريطانيا. وسوناك، هو أول رئيس وزراء من أصل هندي في بريطانيا، وأول رئيس وزراء من أصل آسيوي، والأصغر سنا منذ أكثر من 200 عام.
بدورها، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس، عن تمنياتها بالنجاح لخليفتها ريشي سوناك، قبل مغادرتها داونينج ستريت لتقديم استقالتها إلى الملك تشارلز الثالث، بعد 49 يوما على تسلمها السلطة. وقالت تراس أمام بوابة مقر إقامة رئيس الحكومة “أتمنى لريشي سوناك، كل النجاح الممكن لمصلحة بلدنا”، مشيرة إلى أنها “مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأننا يجب أن نتحلى بالجرأة لمواجهة التحديات”، وبأنه “يجب دعم أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى”. أما روسيا، فقالت إنها لا ترى سببا لتوقع حدوث تحسن في العلاقات مع بريطانيا في عهد رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، للصحافيين “في الوقت الحالي لا نرى ما يدعو إلى الأمل في حدوث أي تغييرات إيجابية في المستقبل المنظور”.
وأضاف “لا تزال روسيا منفتحة ومستعدة لمناقشة أصعب القضايا على طاولة المفاوضات، لكن ليس على حساب مصالحنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى