غير مصنف

توترات الشرق الأوسط والمخاطر التجارية تدعم أسعار الذهب

تقود التوترات الجيوسياسية، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تحركات أسعار عقود الذهب خلال الفترة الراهنة، وتدعم بشكل قوي زيادة الزخم الشرائي للمعدن الأصفر.

وقال خبراء ومحللون اقتصاديون في أحاديث متفرقة لـ”الأناضول”، إن الذهب أصبح بالفترة الأخيرة يتأثر بالتوترات الجيوسياسية أكثر من تأثره بالبيانات الاقتصادية، وأصبحت هي المسيطر الأكبر على ارتفاع الأسعار.

وأضاف الخبراء، أن تفاقم الاجراءات الانتقامية ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين بفرض رسوم جمركية من الجانبين، سيزيد من القلق في الأسواق المالية ومن مخاوف المستثمرين، وهو يزيد من مكاسب الذهب.

وقلل الخبراء من أثر الضربة الأمريكية لسوريا على الأسواق العالمية، لأن الضربة جاءت استعراضية ومحدودة.

وفجر السبت الماضي، أعلنت واشنطن وباريس ولندن، شن ضربة ثلاثية على أهداف سورية ردا على استخدام أسلحة كيميائية، في هجوم على بلدة الدوما القريبة من دمشق، ما أودى بحياة 78 شخصا فضلا عن مئات المصابين.

وخلال الأسبوع الماضي، وصل الذهب لأعلى مستوى منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بعد تزايد حالة القلق لدى المستثمرين، من توجيه الولايات المتحدة ضربة جوية لسوريا، إلا أن الضربة، التي نفذت فجر السبت، جاءت محدودة.

وتزايدت المخاوف مؤخرا، لاسيما بين مستثمرين من اندلاع حرب تجارية وشيكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فما إن تفرض واشنطن رسوما فترد بكين مباشرة عليها برسوم مماثلة.

والذهب كان الملاذ الآمن وما يزال على مر العصور، ويتجه إليه المتعاملون رغم عدم تحقيقه فوائد مالية، لأن هامش الخسارة يبقى أكثر انخفاضاً من معظم الأصول الأخرى، على عكس الاستثمار بالدولار الأمريكي.

**ملاذ آمن

وتوقع رجب حامد، المدير العام لشركة “سبائك الكويت” لتجارة المعادن الثمينة (خاصة)، ارتفاع أسعار الذهب عالميا بالفترة المقبلة، بعد أن أصبح قبلة المستثمرين قبل الأفراد كملاذ آمن في ظل الأجواء الجيوسياسية المتوترة.

حامد، أضاف في اتصال هاتفي مع “الأناضول” من الكويت، أن الذهب سجل ارتفاعا خلال الجلسات التي تلت تصريحات “ترامب” بتوجيه ضربة لسوريا، إلا أنه شهد بالجلسات التالية استقرارا، بعد أن جاءت الضربات محدودة.

وذكر أن الذهب تجاوز مقاومة 1366 دولار للأوقية، التي عجز الذهب عن أكثر من ثلاث مرات من كسرها، مما يؤهل الأسعار لبلوغها مستوى المقاومة 1375 دولار.

** تفاعل إيجابي

ويرى خبير المعادن الثمينة محمد علي سلامة، أن أسعار الذهب حاليا تتفاعل إيجابيا وبشكل أكبر مع التطورات الجيوسياسية أكثر من البيانات الاقتصادية الدورية.

وأضاف سلامه في اتصال مع الأناضول من مصر، أن الذهب سينخفض خلال الفترة المقبلة متأثرا بقوة الدولار على صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية، فضلا عن حركة تصحيحية مع استيعاب آثار الضربة العسكرية “التي جاءت محدودة على سوريا وبعيدة عن التصعيد أو الاحتكاك مع دول أخرى”.

وتابع: “لا يمكن أن نغفل إمكانية تجدد المخاوف الجيوسياسية المؤثرة في حركة أسعار الذهب وتدفعها للارتفاع بالفترة المقبلة، خاصة تجاه كوريا الشمالية أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو سياسة ترامب الاقتصادية وتصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين”.

وقال خبير المعادن الثمينة، إن الذهب حاليا يتحرك حول مستويات 1340 – 1350 دولارا، مع ترقب تطورات التهديدات التجارية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين.

** الزخم الشرائي

وقال خبير أسواق المال إبراهيم الفليكاوي (كويتي): “ما زال الذهب يحافظ على الزخم الشرائي مستفيدا من البيانات الاقتصادية تارة، ومن التوترات السياسية تارة أخرى”.

وأوضح الفليكاوي أن الذهب خلال الأسبوع الماضي، اختبر أعلى مستوى له منذ يناير/ كانون ثاني الماضي بعد تصريحات “ترامب” بضرب سوريا.

وذكر أن الطلب على المعدن الأصفر خلال الأسبوع الجاري كان محدودًا، نظرا لحالة الارتياح بعد الضربة المحدودة للولايات المتحدة على سوريا، دون إشارات للتصعيد من روسيا (الحليف الاستراتيجي لسوريا).

وتابع خبير أسواق المال أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الذهب هو قوة الدولار، التي يمكن تتجلى مستقبلا جراء سياسات “ترامب” التي تسعى لإضعاف العملة لدعم العملية الاقتصادية بالولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى