الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” تعيد ترميم مسجد “كتشاوة” بالجزائر.. معمار عثماني راقي

علي ياحي
فتح مسجد “كتشاوة” ابوابه امام المصلين في الجزائر بعد اغلاقه منذ 3 سنوات من اجل اعادة ترميمه، من طرف الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، بالتعاون مع مؤسسات وعلماء آثار جزائريين.
و قام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اول امس، بتدشين مسجد كتشاوة التاريخي بقلب العاصمة الجزائر، و الذي يعد من اهم المعالم التراثية في حي القصبة العتيق، بعد انتهاء عملية الترميم، و كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قد اطلع على الاشغال خلال زيارته الاخيرة للجزائر، على اعتبار ان الترميم اشرفت عليه شركة تركية معروفة بخبرتها و تجربتها في مجال ترميم المساجد.
وتكفلت الوكالة التركية بجميع مراحل ترميم المسجد تحت إشراف وزارة السكن والعمران والمدينة الجزائرية، و قاد أعمال الرسم والكتابة الخطاط التركي حسين قوطلو، الحائز على جائزة الرئاسة التركية للثقافة والفن عام 2016.
ويعود مسجد “كتشاوة” إلى سنة 1792، خلال فترة الدولة العثمانية، وتعني تسميته باللغة العربية “العنزة”، حيث ان الساحة المقابلة للمسجد كانت سوقا لبيع الماشية، غير انه خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر، استخدم المسجد عبثا كمستودع للسلاح، ومسكن لرؤساء الأساقفة، ليتم تحويله الى كنيسة، بقيت مفتوحة حتى استقلال الجزائر في 1962، اين تمت إعادته إلى أصله كمسجد، وتحول إلى أحد رموز استقلال البلاد، وأقيمت فيه صلاة الجمعة الأولى التي تلت الاستقلال في 5 جويلية 1962، و كان الخطيب الامام العلامة الجزائري البشير الابراهيمي، نائب رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين.
وحسب أرقام وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف الجزائرية، ورثت الجزائر عن الدولة التركية ما يقارب 300 مسجد، ولم يبق منها بعد استقلال الجزائر عن المستدمر الفرنسي، سوى 13 مسجدا ذات معمار عثماني، بينها مسجد “بتشين” الذي بني سنة 1622، ومسجد “الجديد” سنة 1660، ومسجد “سيدي عبد الرحمن الثعالبي” سنة 1669، ومسجد “سفير” عام 1826، ومسجد كتشاوة.